• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر / الاستشراق والمستشرقون – دراسات ومقالات
علامة باركود

المستشرق "مونتيه" وحديثه عن المضمون القرآني (1)

المستشرق مونتيه وحديثه عن  المضمون القرآني
د. إبراهيم عوض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/12/2012 ميلادي - 26/1/1434 هجري

الزيارات: 9547

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المستشرق "مونتيه" وحديثه عن المضمون القرآني*


لن نناقِش في هذا الفصلِ المضمونَ القرآني بكلِّ تفاصيلِه؛ لأن مثلَ هذا الأمرِ - بما فيه من العقائدِ والشعائر والتشريعات - أكبرُ تمامًا من أن يناسبَ هذا المدخلَ، ولذلك فلن نشيرَ إلا إلى أهمِّ وأبرزِ ما في المضمونِ القرآني من نقاطٍ.

 

إن محمدًا - الذي كان عبقريةً دينيةً وإصلاحية، بكل ما لهذه الكلمةِ من معنًى - لم يكن لاهوتيًّا، مَثَلُه في هذا مَثَلُ كثيرٍ غيرِه من المصلِحين الدينينَ.

 

وعبثًا يحاولُ الباحثون أن يَجِدُوا في القرآنِ لاهوتًا إسلاميًّا، إلا أن محمدًا - شأنُه شأنُ كبارِ المصلحين الدينين - كان منظمًا؛ إذ لا يستطيعُ أحدٌ التطلعَ إلى القيامِ بدورِ المُصلحِ الديني يتمتَّع بعبقريةٍ تنظيميةٍ، وإن الحياةَ الدينيةَ لشعبٍ ما لا تتغيَّر إلا بشرط إقامةِ صرح اعتقاديٍّ جديد.

 

ولأن محمدًا كان يتمتَّع إلى حدٍّ بعيدٍ بعبقريةِ التنظيم الاجتماعيِّ والديني فَقَد استطاع - في ذات الوقت الذي كان يقومُ فيه بإصلاحِه الديني - أن يضعَ الأساسَ التشريعي.

 

والواقعُ أن للقرآنِ صبغةً تشريعيةً بارزةً؛ فهذا الكتاب الشهيرُ يَفتَقِر إلى الطابعِ الصوفي[1].

 

إن فيه الصبغةَ التشريعيةَ الموجودةَ في العهدِ القديمِ، بل إلى مدًى أبعدَ؛ وذلك لما يظهرُ في قوانينِه - قبلَ أن تأخذَ شكلَها النهائيَّ - من نزعةٍ تحيُّنية.

 

ولا بد من القول بأن محمدًا إذا كان قد سنَّ - باسمِ الوحي الذي كان ينزلُ عليه - التشريعاتِ الدينيةَ والأخلاقية، فليس في هذا الكتابِ ما يدلُّ قط على ادِّعائه أنه قديسٌ، فهو في الآيتين [1 – 2] من السورة [48] يقولُ: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [الفتح: 1 - 2].

 

وإن رجلاً يقولُ هذا، ليس بالذي يدَّعي أنه بلا خطيئةٍ[2].

 

لقد كان محمدٌ يعدُّ نفسَه وارثًا لمن سبَقه من الآباء والأنبياء من آدمَ ونوحٍ وإبراهيمَ خليلِ اللهِ، إلى عيسى الذي أتى قبلَه مباشرةً.

 

وقد أثنى على عيسي ابنِ مريمَ رسولِ اللهِ وكلمتِه، الذي لم يُصلَب إلا ظاهريًّا، إلا أنه برغمِ قبولِه المرويَّاتِ النصرانيةِ في خطوطِها العامَّة، قد ثار ثورةً عارمةَ السخطِ على عقيدةِ التثليثِ "المكوَّنة - على حسبِ فهمِه - من الله، وعيسي، ومريم[3]، وعلى تأليهِ عيسي وأمه.

 

ويلخص محمدٌ تعاليمَه في النصينِ التاليين:

• ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ﴾ [البقرة: 285].

 

• و: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136].

 

ويتلخَّص المعتقدُ القرآني في التأكيداتِ التاليةِ - وغني عن القولِ أن كثيرًا منها مستمَدٌّ دون شكٍّ ممن تقدَّمه من اليهودِ والنصارى -:

1- وحدانية الله، وهذه العقيدةُ تكتسبُ في القرآن قوَّة وجلالاً لا يُضَارَعان.

 

2- نبوَّة محمدٍ؛ أي: إنه رسولُ اللهِ، كلّفه ربُّه بدعوة الناس إلى الوحدانيةِ، التي هي جوهر الدين ذاته.

 

3- الإيمان بالملائكة والشياطين.

 

4- الإيمان بالحياة الأخرى؛ أي: البعث، والحساب، والجنة، والنار.

 

وهذا الدين لم يَدْعُ - من ناحيةِ كونه ديانةً "توحيدية" - إلى شيءٍ غيرِ موجودٍ في الديانات التوحيدية الأخرى، لكن الذي دعا محمدٌ العربَ إليه - بوصفِه شيئًا جديدًا - مدهشُ الأصالةِ بالنسبةِ للعبقريةِ العربيةِ قد سمَّاه النبيُّ الجديدُ "الإسلامَ"؛ أي: دينَ الخضوعِ للمشيئةِ الإلهية.

 

وفكرةُ الاستسلامِ هذه مشتركةٌ بينه وبين النصرانيةِ، إلا أنها تَبْرُز في القرآنِ بروزًا لا تَعرِفه هذه الديانةُ.

 

وقد استَبْقَتِ الأخلاقُ القرآنيةُ من التقاليدِ العربية القديمةِ الرقَّ وتعدُّدَ الزوجاتِ[4]، وإن قيَّدت هذا، وخفَّفت ذاك.

 

كما هذَّب محمدٌ الطلاقَ، وحسَّن أحوالَ المرأة وأوضاعَ الرقيقِ.

 

ومن الأحاديث التي تُنْسَب للنبي في هذا الشأنِ، هذه الكلمة الرائعة: ((مَا خَلَق اللهُ شيئًا أحبَّ إليه من عتقِ الرقبة، وما أَبغَض شيئًا بغضَه للطلاق))، كما قضى الإسلامُ على: القرابينِ البشرية، ووأدِ البنات، وشُرْبِ الخمر، وكلِّ ما أسكر، ولعبِ المَيْسِر الذي كان عادة متأصلة لدى العرب، ولقد أَحدَثت هذه الإصلاحاتُ درجاتٍ عاليةً من الرُّقِي؛ بحيث يُمكِن أن نعدَّ محمدًا واحدًا من أكبرِ المحسنين إلى البشرية، بل إن تحريمَه المطلَق لوأدِ البناتِ، لكافٍ وحدَه لتخليدِ اسمِه في تاريخِ عصرِه.

 

وهناك في التوجيهِ القرآني مسألتانِ ذواتا أهميةٍ خاصةٍ، وكلتاهما تستحقُّ أن تُفْرَدَ بالإشارةِ؛ لأهميتها من الناحيةِ الدينيةِ، وأيضًا لكي نثبتَ أن العقيدةَ الإسلاميةَ في القرآنِ لم تَأخُذ قطُّ شكلَها النهائيَّ[5]:

• المسألة الأولى: هي مسألة الجبر، والحرية، الإنسانية.

فالجبرُ قد أكَّده القرآنُ في مواضعَ عدَّة، وبخاصةٍ في النص الشهير التالي: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات: 96]؛ بمعنى: أن الخيرَ والشرَّ هما قضاءٌ وقدرٌ، كما يقولُ علماءُ الكلامِ المسلمون.

 

ولكن إذا كنا نستطيعُ أن نستشهدَ - على عقيدةِ الجبرِ - بكثير جدًّا من النصوصِ القرآنيةِ؛ فإن القرآنَ في هذه المسألةِ غيرُ حاسم تمامًا؛ إذ إن كثيرًا من نصوصِه تؤكِّد أيضًا عنصرَ الحريةِ الأخلاقيةِ.

 

ولن أستشهد هنا إلا بنصين اثنين شديدَي الوضوح:

• النصُّ الأولُ، هو: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72]؛ فالإنسان إذًا قد تحمَّل الأمانةَ بملءِ حريتِه، وإذا كان قد أصبح ظلومًا؛ فلأنه نقَض كلامَه أيضًا بإرادتِه.

 

• أما النصُّ الآخرُ، فيقول: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 172]، ومعناه: أن الله قد استدعى إليه في وقتٍ ما كلَّ الأجيالِ المستقبلةِ التي ستخرجُ من صلبِ آدمَ؛ ليجعلَهم يأخذون على أنفسِهم - بإرادتهم - ميثاقًا على الطاعةِ، وأنه مذكِّرهم في اليومِ الآخرِ بهذا الميثاقِ الذي نَقَضُوه، ومستشهدٌ عليهم بما قالوه هم أنفسُهم.

 

فهذا النصُّ يُصبِح بغيرِ معنًى إذا لم يكن يشير إلى الحرية الأخلاقية.

 

أما المسألةُ الثانيةُ، فهي مسألةُ الحياةِ الآخرةِ؛ ذلك أن الحسابَ الإلهي يقسِّم الناسَ - حسبما جاءَ في القرآنِ - إلى ثلاثِ طوائفَ:

• فأما الأوَّلون - وهم الذين لم يعتنقوا الإسلام - فهؤلاءِ مصيرُهم إلى النارِ [سورة 2 - آية 37، وسورة 11 - آية 108... إلخ].

 

• وأما الآخرونَ - وهم الذين آمنوا بوحدانية الله - ولكنَّ معاصيَهم حالت بينهم وبين الجنةِ، فهؤلاءِ عليهم أن يتطهَّروا أولاً من خطاياهم في جهنَّم، التي هي بالنسبةِ لهم مطهِّر حقيقي [سورة 6 - آية 128، وسورة 11 - آية 109... إلخ ].

 

• ثم الصفوةُ القليلةُ العددِ، وهؤلاءِ يدخلون الجنة مباشرة.

 

إن عقيدةَ الحشرِ تَحظَى بأعظم أهمية في القرآن، فكثيرةٌ جدًّا هي النصوصُ المتعلقةُ بيومِ الحساب والنار والجنة، وإن الدورَ الذي تقومُ به العقائدُ الأخرويةُ في هذا الكتابِ المقدَّس لتجعلُنا ننظرُ إليه بوصفِه كتابةً رمزيةً.

 

إن القرآنَ يصوِّر الجنةَ والنارَ تصويرًا ماديًّا غليظًا، سواء في ذلك الجحيم والماء الحميم الذي يتجرَّعه الأشقياءُ من جهة، أو أنهار الجنة وأشجارها من جهة أخرى، وكذلك السعادة الخالدة للمجدودين.

 

ومن المفيدِ أن نستشهدَ ببعضِ النصوصِ الكلاسيكيةِ في هذا الموضوعِ، وهذه هي النصوصُ الخاصَّة بالنار:

• ﴿ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ﴾ [الواقعة: 41 - 44].

 

• ﴿ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ﴾ [الغاشية: 4 - 6]

 

• ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ﴾ [الواقعة: 51 - 55].

 

• ﴿ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ﴾ [المدثر: 26 - 29].

 

• ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴾ [النبأ: 24، 25].

 

أما النصوصُ الخاصَّة بالجنة، فتقولُ:

• ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [محمد: 15].

 

• ﴿ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 13].

 

• ﴿ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ *...* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ * عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا * وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ﴾ [الواقعة - الآيات: 8، 12 – 21، 27 – 31 ].

 

• ﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ [الرحمن: 54 - 56].

 

• ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ [الواقعة: 35 - 38].

 

أكان محمدٌ - وهو يصوِّر الجنةَ والنارَ هذا التصويرَ البارزَ الذي يَستولِي على الخيالِ - يعتقدُ في حسيِّة هذه الأوصافِ؟

 

أهذه اللغةُ المجازيةُ - التي يبدو أنها تعبِّر عن مثلِ هذه الأفكارِ الغليظةِ الشهوانيةِ - يُمكِن ألا تكونَ - على العكس - سوى ترجمةٍ لمفهومٍ أنقَى وأسمَى صِيغَت في أسلوبٍ شعبي يناسِب عقولَ الدهماء؟ [6].

 

إن من المستحيلِ الإجابةَ على هذا السؤالِ، كلُّ ما يُمكِن قولُه هو أن هذه النصوصَ التي استشهدنا بها - والتي يدورُ حول معناها كثيرٌ من المناقشات بين المفسِّرين المسلمين - تؤخَذ على حرفيتها لدى أعداد كثيرة من المحمديين بل بين الغالبية العظمي منهم.

 

ويبقي عنصرٌ أخيرٌ من الإسلام القرآني يَنبَغِي ذكرُه، وهو العباداتُ والشعائر التي قرَّرها محمدٌ، وهذه الشعائرُ أو الواجباتُ العباديةُ عددُها خمسٌ:

1- الطهارة، وصورتُها العملية هي: الاغتسال بالماء، أو استعمال الرمل عند فقدانه، وهي مفروضة في عدد كبيرٍ من الحالات [سورة 4 - آية 46، وسورة 5 - آية 9... إلخ].

 

2- الصلاة، التي يجبُ أداؤها مرَّات متعدِّدة في اليوم بل في الليل أيضا في أوقات محددة، وعلى نحو مخصوصٍ [سورة 11 - آية 116، وسورة 17 - الآيات 80 – 81، وسورة 50 - الآيتان 38 – 39... إلخ]. ولكن ما من نصٍّ في القرآن يحدِّد الصلواتِ الخمس التي عيَّنتها السنَّة فيما بعد.

 

3- الزكاة، التي تتَّخذ شكلَ ضريبةٍ دينية تُعْطَى "للوالدَين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل" [سورة 2 - آية 211]، أو حقٍّ إلزامي شرعي [سورة 9 - آية 60، وسورة 58 - آية 14]، أو برٍّ يُدَّخر عند الله [سورة 3 - آية 86، وسورة 30 - آية 38، وسورة 57 - الآيات 7 – 10، وسورة 63 - آية 10، وسورة 64 - الآيتان 16 – 17].

 

4- صيام رمضان [سورة 2 - الآيتان 180 – 181].

 

5- الحج إلى مكة [ سورة 2 - الآيتان 192 – 193 ].

 

أما بالنسبة للجهاد المقدَّس - أو الحرب ضد الكفَّار - فالإشارة إليه كثيرة في القرآن [سورة 2 - الآيات 186 – 187، 212 – 215، وسورة 9 - آية 36... إلخ ].

 


* هذا الجزء هو ما جاء في الصفحات من 29 فصاعدًا من المقدمة التي مهد بها "إدوار مونتيه" لترجمته التي درسناها في المقالتين "المستشرق "مونتيه" وحديثه عن القرآن (1) و (2) ".

[1] هل يريد هذا المستشرق أن يقول: إن القرآن يخلو من الجو الروحاني، ولا يهتم إلا بمعاملات الناس، ومنازعاتهم، وحقوقهم، وواجباتهم الاجتماعية؟ إن كان هذا، فهو دليل واضح على مدى الالتواء والكذب الذي يقبل به هو وزملاؤه من المستشرقين على دراسة كتابنا المقدس.

ولا أظنني بحاجة إلى أن أورد من القرآن النصوص التي تدل على عكس ما يزعم، وهي جد كثيرة، فقط ألفت نظر القارئ إلى الأدعية والابتهالات التي يلقاها في كل مكان في القرآن، والتي تشع بالنور الروحاني، وتعمر نفس المسلم بالسكينة والطمأنينة؛ فيسبح في آفاق الجلال والحنو الإلهي، وكثيرًا ما تجعله يذرف الدمع الشافي.

[2] ليس في القرآن ما يشير إلى أن النبي - عليه السلام - قد ارتكب خطيئةً ما، وإن كان في القرآن بعض المعاتبات على قرار اقترحه بعض الصحابة فوافق عليه، وكان القرآن يرى خلاف ذلك، أو على ضيقه - عليه السلام - بوجود مسلم أعمى جاء يسأله عن أشياء في الدين في وقت كان يفضل أن لو فرغ فيه لدعوة عدد من الكفار كانوا موجودين معه في ذلك الحين إلى الدين الجديد... فأين هذا مما يسميه هذا المستشرق - بناء على الآية الثانية من سورة "الفتح"- خطيئة؟ إن الآية تتحدث عن "ذنب"، ومن الذنوب ما يكون تافهًا لا قيمة له على الإطلاق، وإن بدا ذا شأن حين يقع من نبي.

[3] لم يوضح القرآن عناصر الثالوث النصراني, وإن كانت [الآية 127 من سورة "النساء"] تلمح إلى أن "الأقنوم" الثالث هو الروح القدس، ومع ذلك فإن القرآن يشير إلى أن طوائف من النصارى قد عبدت مريم - عليها السلام - [المائدة 116].

[4] بالنسبة للرق، فقد سد القرآن منابعه، وفتح كل باب ممكن للقضاء عليه، ومن ذلك مثلاً أن من يقسم بالله على شيء، ثم لا يستطيع أن يبر بيمينه فعليه أن يعتق رقبة... إلخ [ المائدة 89 ].

إلى هذا الحد ينتهز الإسلام كل فرصة - مهما تكن عابرة - لتحطيم هذا النظام الذي لم يرثه عن الجاهلية العربية، كما يدعي هذا المستشرق كذبًا؛ فإن الرق كان موجودًا في العالم أجمع، بل ظل يمارسه العالم الغربي الذي ينتمي إليه هذا المستشرق إلى وقت قريب، وكيف؟ في أبشع صوره وأبعدها عن الرحمة، ولعل القراء لم ينسوا بعد قصة "الجذور: Roots ".

أما بالنسبة لتعدد الزوجات، فهو في الواقع العملي علاج لمشكلة وجود فائض في عدد النساء، كما يحدث إبان الحروب وفي أعقابها مثلاً، ومنها غزواتً النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ولا أظن أي منصف إلا موافقًا على أنه أفضل مليون مليون مرة من: الزنا، والبنوة الحرام، والانحلال الخلقي، الذي لا يعرف الغرب غيره في أمثال هذه الظروف.

[5] هذا ضلال، والرأي في مسألة القضاء والقدر أن لها وجهين متقابلين؛ فإن الله هو خالق الإنسان والأشياء والقوانين التي تحكم الحياة والكون كله، وكذلك الإرادة الإنسانية.

فإذا نظرنا إلى هذه المسألة من أفقها الإلهي؛ فكل شيء قد خلقه الله على مقتضى إرادته، أما إذا نزلنا من هذا الأفق العالي المطلق ونظرنا إليها من زاوية أضيق؛ فإننا لا نستطيع أن ننكر ما تتمتع به الإرادة الإنسانية في مواجهة الأشياء والقوانين من حرية نسبية.

في ضوء هذا نستطيع أن نفهم ما قاله القرآن في هذا الصدد، أما اتهام العقيدة القرآنية في هذه النقطة بأنها لم تأخذ شكلها النهائي؛ فهو عجز عن الفهم.

[6] يبدئ أعداء الإسلام ويعيدون في هذا الاتهام السمج، الذي تناولناه مرتين في هذا الكتاب: مرة في عرضنا لترجمة "سافاري" للقرآن، ومرة أخرى في مناقشتنا لترجمة الشيخ "أبو بكر حمزة".

كل ما أحب أن أكرره هنا، هو أن متع الجنة ليست كلها حسية - وإن لم يكن في هذا ما يعاب - ولكنها تتراوح بين لذة الجسد وسعادة الروح.

وأرجو أن يرجع القارئ لما قلناه في الموضعين المشار إليهما؛ ليجد رأينا مفصلاً هناك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المستشرق "مونتيه" وحديثه عن القرآن (1)
  • المستشرق "مونتيه" وحديثه عن القرآن (2)
  • المستشرق "مونتيه" وحديثه عن مصادر القرآن
  • المستشرق "مونتيه" وحديثه عن المضمون القرآني (2)

مختارات من الشبكة

  • من أساليب المستشرقين في حروبهم الفكرية: التزهيد في العربية(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • المستشرق Regis Blachere وحديثه عن القرآن (5)(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق Regis Blachere وحديثه عن القرآن (4)(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق Regis Blachere وحديثه عن القرآن (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق Regis Blachere وحديثه عن القرآن (2)(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق Regis Blachere وحديثه عن القرآن (1)(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق Clement Huart وحديثه عن القرآن(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق " بلاشير " وحديثه عن القرآن (4)(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق " بلاشير " وحديثه عن القرآن (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرق " بلاشير " وحديثه عن القرآن (2)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب